التنظيم في المشروع القرآني
التنظيم أساس نهضوي في المشروع القرآني ، يقول الله تعالى: ﴿أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ مضمون هذه الآية تنظيم الحياة، وتنظيم شؤون الأمة، وهذا غاية في التنظيم ويؤدي إلى فلاح من يلتزم به كما أن هناك الكثير من الآيات القرآنية الدالة على التنظيم، والتي يستدل بها الباحثون والمتخصصون في مجالات الإدارة الحديثة: إنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانُ مَرْصُوصُ . جانب من جوانب التعليمات الإلهية في قضية التنظيم، هو الاصطفاف بشكل منظم ، وهذه الآية تشير إلى قضية مهمة في التنظيم منها توزيع المهام، وتفويض الصلاحيات للقادة وتبين أهمية التوجيهات في تنظيم الأفراد، وفي خلق نظام قوي متماسك، وفي تحقيق أهداف هذا التنظيم، وعلى العكس من ذلك عندما يخل الأفراد بالنظام تكون النتائج كارثية، ومثال على ذلك ما حدث في معركة أحد وكيف كانت هزيمة المسلمين نتيجة مخالفاتهم للقيادة النبوية، وعدم الامتثال والالتزام لتوجيهاته، والمتأمل في أسلوبه صلوات الله عليه وعلى آله وسلم سيرى دقة التنظيم والخطط الدقيقة والمحكمة الذي كان يضعها صلوات الله عليه وعلى آله وسلم في المعارك الجهادية، والتي أشار إليها القرآن الكريم في أكثر من موطن .
«فالعلمية التنظيمية هي ضرورة كآليات عمل قابلة للتكييف حسب المهام والواقع وظروف العمل والإمكانات ؛ وكلما كانت أكثر واقعية كانت أحسن فاعلية».
تعريف التنظيم:
يقصد به كل عمل يتم بموجبه تحديد وظائف الجهة وإداراتها وأقسامها ومجالسها ولجانها، وعلاقة كل هذه العناصر ببعضها ، وتوزيع الوظائف على الأفراد العاملين فيها، وتحديد واجباتهم، ومسؤولياتهم، وصلاحياتهم، ونطاق إشرافهم،وتنسيق مجهوداتهم ، وتحديد خطوط الاتصال فيما بينهم .
واجعل لياس كل أمر من أمورك رأسا منهم الإمام علي عليه السلام
٢- أهمية التنظيم
إن أهمية التنظيم تظاهر اما من خلال: ا التوازن والتكامل بين الأعمال المنظفة والحيلولة دول التداخل والتنارع بين الاختصاصات والمسؤوليات والصلاحيات، قال تعالى: ﴿وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ واصْبِرُوا إِلى الله مع الصابرين
الكن تلك الأخطاء في الميدان غير طبيعية ، أن يحصل من بعد ما أراكم ما تحبون، يحصل فشل وتنازع في الأمر وعصيان في الميدان، قضية
خميرة جدا ليست سهلة »
الدين السابع عشر من ديس شهر رمضان
٢ - الاستفادة القصوى من التخصصية ( خبرات وقدرات الأفراد). - سهولة وفعالية الاتصال بين مختلف الوظائف والوحدات القائمة في الجهة. - الاستخدام الأمثل للطاقات البشرية ، ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب. ه - سهولة التفقد والمتابعة وتقييم الأداء، من خلال معايير واضحة للأداء مستمدة من بطاقات الوصف الوظيفي.
1 - يساعد على تظافر الجهود بين الأفراد في الجهة، والعمل كفريق واحد على أساس من التعاون والتألف
قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا على البر والتقوى ولا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا الله إنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ب العالمة )
سهولة نقل المعلومات والتوجيهات والقرارت الإدارية
1 أساسيات الإدارة الإسلامية
مبادئ التنظيم وحدة الهدف
يمثل التنظيم في الواقع وسيلة لتحقيق هدف معين، فإذا كان هناك هدف غير محدد وغير واضح ، فإن دعوى وجود التنظيم تصبح لا جدوى لها، ويجب أن يتوفر في الهدف الوضوح وعدم الغموض حتى يمكن توجيه الأفراد نحو تحقيقه بشكل يضمن بلوغ الاستفادة المطلوبة.
٢. تجانس المهام
يتمثل تجانس المهام في ترتيب وتجميع الأعمال المتشابهة من الناحية التخصصية المنطقية في مجموعات محددة ضمن الوظائف والوحدات في الهيكل التنظيمي للمنظمة، وهذا ما يساعد على وجود التخصصية لدى الأفراد، وفي المؤسسات.
الرشد في بناء التنظيم
يجب أن نبني التنظيم حول الأهداف والوظائف الرئيسية للمؤسسة، لا حول أهداف الأفراد أو الجماعات الموجودة أو المراد استقطابها، لذا يجب الامتناع عن بناء الهيكل التنظيمي حول أهداف أي فرد ؛ مهما كانت قدراته وكفاءاته، ومهما كان موقعه التنظيمي أو قربه من القيادة.
التوازن في توزيع عبء العمل
المقصود بالتوازن في توزيع عبء العمل أن تكون المهام والأعمال المدرجة في وظائف ووحدات العمل متقاربة ومتوازنة - نسبيًا - من حيث الحجم، ومن حيث الوقت المطلوب لأدائها، مع مراعاة نوعية وخصوصية هذه الوظائف والوحدات.
فصل التفقد عن التنفيذ
لا بد أن نأخذ بالحسبان عند القيام ببناء الوظائف والوحدات أن نفصل بين المهام التنفيذية، والمهام الرقابية التي يكون هدفها الحفاظ على حسن وسلامة التنفيذ.
٦ وحدة الإشراف
المقصود من وحدة الإشراف هو أن يكون هناك مسؤول واحد للعامل؛ لأن وجود أكثر من مشرف يؤدي إلى التنازع والتضارب بين المشرفين، وإلى الحيرة والارتباك لدى العاملين، وبذلك نضمن علاقات تنسيقية جيدة بين المشرفين، وتمكن العامل من أن يعرف مرجعيته التنظيمية بدقة ووضوح مما يساعد في جودة أدائه.
توازن المسؤولية مع الصلاحية:
عندما يسند " المنظم " مهمة محددة إلى شخص ما يترتب عليه تحميله المسؤولية عنها، ولذا لابد من أن يمده بمستلزمات تأدية هذه المهمة، وهذا يعني أنه لا بد من إعطاء هذا الشخص الصلاحيات المناسبة التي تمكنه من تأدية المهام المسندة إليه، وتحمل المسؤوليات الملقاة على عاتقه.
وهذه الصلاحيات يجب ألا تزيد عن المسؤولية بحيث يكون هناك إفراط في استخدامها، وبالتالي يكون هناك إسراف في الموارد المتاحة، ولا تقل عنها بحيث يكون هناك تفريط في حقوق الأفراد، ولا يستطيعون حينها تحمل المسؤوليات الملقاة على عواتقهم.
مفهوم المسؤولية: هي الالتزام بأداء المهام والواجبات المحددة في الوظيفة أو
الوحدة الإدارية، وتحمل تبعات النتائج المترتبة على أدائها.
يتحتم على المتحملين للمسؤولية القراءة الواعية للمحاضرات
والدروس التي قدمها الشهيد القائد، ومن ضمنها (دروس شهر رمضان
وهي تتضمن الأسس والمبادئ والمنطلقات لمسيرتنا القرآنية».
من وثيقة الأسس للعمل والتنظيم والأشراف تسلسل الإشراف
المقصود بتسلسل الإشراف: هو وجود مستويات متعددة ومتسلسلة (عاموديا): لا صلاحية ضمن الهيكل التنظيمي. وهذا ما يؤدي إلى وضوح خط الصلاحية، وبالتالي وضوح خط الاتصال، فلا يجوز لأي مشرف القيام بعملية الاتصال ( خاصة أثناء ممارسة الصلاحية بمن لا يتبع له مباشرة، إلا بعلم مسؤولة المباشر، كذلك بالنسبة للعامل فلا يجوز أن يتجاوز مسؤوله في عملية الاتصال بالمستويات الإدارية العليا إلا إذا كان هناك إذن خاص منه، أو لوجود سبب وجيه
كأن لم يتعاط مسؤوله معه فيه بالشكل المطلوب.
التوفيق بين المركزية واللامركزية:
مفهوم المركزية تعني تجميع وحصر كافة الصلاحيات أو ممارسة اتخاذ القرارات في يد المراكز الإدارية العليا حيث لا تستطيع المستويات الإدارية الدنيا اتخاذ أي قرار دون الرجوع إلى المستويات العليا .
مفهوم اللامركزية هي توزيع الصلاحيات أو إمكانية اتخاذ القرارات بين المستويات الإدارية المختلفة.
قصر خط الصلاحية
يقصد بخط الإشراف المسافة الواقعة بين قمة الهرم الإداري وقاعدته أو عدد الحلقات والمستويات الإدارية بين القمة ،والقاعدة والمقصود بقصر خط الصلاحية هو تخفيض عدد المستويات الإدارية والحلقات التي تصل القمة بالقاعدة بما يسهل عمليات اتخاذ القرار وعمليات الاتصال، ويسرعها من القمة إلى القاعدة، وبالعكس، ولا بد هنا من الانتباه لنطاق الإشراف بحيث يحافظ عليه في حدود معقولة، ولا يكون واسعًا إلى الحد الذي يفقد فيه المسؤول القدرة على السيطرة والإشراف الفعال