إن لم يكن لديك مخطط لحياتك فقد يخطط لك أحد غيرك
إن مهمة شركات الإعلان هي أن تؤثر على ما نربطه بالألم والمتعة فهي تربط المتعة (الموسيقى أو الصور أو الألوان أو جمال الفتيات بمنتجاتهم تماماً مثل دق الجرس لدى تقديم الطعام لأحد الكلاب، وبذلك كان يثير الكلب بحيث يسيل لعابه والتكرار المستمر لهذا الأمر يخلق ارتباطاً عاطفياً، فالمعلنون يعلموننا مثلاً أنك إذا امتلكت سيارة بي إم دبليو فإنك تعتبر شخصاً استثنائياً ذا ذوق رفيع؛ لقد لاحظ المعلنون أنه إذا أمكن خلق ما يكفي من مشاعر المتعة والبهجة فإن المستهلكين يتجاهلون في كثير من الأحيان المخاوف من الألم.
إننا إن لم نوجه أفكارنا فإننا سنقع تحت تأثير أولئك الذين يؤهبوننا للتصرف بالطريقة التي يرغبون فيها، فإذا كنا نريد أن نتحكم في حياتنا فعلينا أن نتعلم أن نعلن نحن لأدمغتنا بأنفسنا) ويمكننا عمل ذلك بلحظة واحدة بأن نربط أقصى الألم بسلوكنا الذي نريد التوقف عنه بحيث إننا لا نعود نفكر فيه بعد هذا، وبأن تربط المتعة والبهجة بالسلوك الجديد الذي ترغب فيه نفسك، وبالتكرار وبالحدة العاطفية الشديدة يمكنك أن توطن نفسك على هذا السلوك وتجذره في داخلك بحيث يصبح أتوماتيكياً، وهكذا فالشعوب المتخلفة لا تثق بنفها وهي بذلك لا تفعل شيئاً يسد رمقها أو يرد جوعتها الاقتصادية والاجتماعية والصناعية فتظل دائماً أسيرة لغيرها ويظل قادتها عاجزين عن فعل شيء ما دام عدم القدرة هو الأسلوب المتخذ والتخوف مما يظنونه مستحيلاً وعدم التحدي وتحمل المسئوليات متجذر عند الشعوب وسلطاتها .
يركز معظم الناس على كيفية تجنب الألم وتحقيق المتعة على المدى القصير، وبذلك يخلقون لأنفهم الماً لى المدى الطويل، لكن علينا أن نتذكر أن أي شيء قيم تريده يتطلب أن تتحمل الما قصير الأمد لحظات الفزع والإغراء العابرة وتتجاوزه لكي تكسب المتعة طويلة الأجل أي): قيمك ومقاييسك الشخصية).
. ولكن لماذا يصر بعض الناس على الاستمرار في علاقة غير مرضية دون أن يفكروا في التوصل إلى حلول لها أو بإنهائها ومتابعة حياتهم؟ هذا يعود إلى أنهم يعلمون بأن التغيير سيؤدي بهم إلى ما هو مجهول، ومعظم الناس يعتقدون أن المجهول أكثر إيلاماً مما جربوه حتى الآن الشيطان الذي نعـرفـه خـيـر من ذلك الذي لا نعرفه عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة» . . مثل هذه القناعات الراسخة تحول دون قيامنا بأفعال يمكنها أن تغير من حياتنا .
التحكم في مركز التحكم
معظم الأمور في حياتنا تتطلب منا أن نتصرف بشكل معاكس لما اعتادت عليه جملتنا العصبية.
فلنقم بتغييرات الآن:
أولاً: سجل أربعة أفعال توجب عليك اتخاذها وكنت ترقبها مرة بعد أخرى كتخفيض وزنك، الامتناع عن التدخين، النبوغ في عملك، التفوق في صناعة معينة).
ثانياً: سجل تحت كل من هذه الأفعال الإجابة عن الأسئلة التالية :
لماذا لم تتخذ الإجراء المناسب؟ ما الألم الذي كنت تربطه في الماضي باتخاذ هذا الإجراء؟ ستدرك أن الإجابة هي أنك
ربطت بينه وبين التعرض لألم أكبر .
ثالثاً: سجل كل المتع التي استمتعت بها في الماضي نتيجة للانغماس في هذا الموقف السلبي.
رابعاً سجل الثمن الذي سيكون عليك أن تدفعه إن لم تحدث . تغييراً الآن . ما الثمن الذي ستدفعه خلال السنوات الثلاث أو الأربع أو الخمس التالية؟ ( عاطفيًا.. ومن جهة تقييمك لنفسك وماليا .. ومن جهة علاقاتك المقربين إليك) مع - كيف تقيم شعورك من هذه الناحية؟.. لا يكفي أن تقول إن ذلك سيكلفني بعض المال أو أنني سأصبح بديناً، فهذا لا يكفي، بل عليك أن تتذكر أن ما يحركنا هو عواطفنا فاستخدم الألم كصديق لك يدفعك للمزيد من النجاح.
خامساً: سجل كل المتع التي ستنعم بها بعد قيامك بكل هذه الأفعال اعتباراً من هذه اللحظة ضع قائمة ضخمة توفر لك دعماً عاطفياً وتؤدي إلى دفعك وإثارتك .
انتهز الفرصة المتاحة اليوم.. فليس هناك أفضل من الحاضر.
أنظمة القناعات في الجهاز العصبي المركزي
قوة الابتكار والإبداع وقوة الهدم والتدمير:
رجل مدمن على العقاقير بحيث كاد يقتل نفسه عدة مرات هو الآن بالسجن وله ولدان أحدهما كبر وأصبح مماثلاً لوالده والآخر بينه وبين أخيه سنة واحدة إلا أنه كبر كمواطن صالح وناجح، فكيف يمكن لهذين الشابين أن يصبحا على هذا الاختلاف وقد تربيا في
نفس المحيط ... لماذا اتجهت حياتك هذا الاتجاه؟
طياران أمريكيان أسقطت طائرتهما في فيتنام وسجنا في نفس السجن وتعرضا لنفس ظروف الاعتقال، غير أن قناعات كل منهما كانت مختلفة تماماً فأحدهما اعتبر حياته منتهية ولتجنب المزيد من الألم أقدم على الانتحار، بينما استخلص الثاني من تجربته المزيد من قوة الاقتناع ينفه وبالإنان وبالخالق عز وجل وبقدرته على التغلب على كل أنواع الألم أو التحديات .. أحدهم دخل السجن فظن أن ستقبله قد ولى وأمامه عشر سنين، والآخر استغل ذلك في الاطلاع والتأليف والتفكر في ما يجب عمله، فمن هو الأقوى، وكم من رجال قهروا الصعاب وحولوها إلى قوة علمية أو سياسية، فكانوا بعد ذلك سنداً لأمتهم ودعوتهم . ابن تيمية، لويس التاسع كتب وصاياه في سجنه في المنصورة فظلت وثيقته باقية إلى الآن وغيرهما الكثير .
وكما ترى فليس المحيط ولا الأحداث التي تكتنف حياتنا بل المعنى الذي نعطيه لهذه الأحداث كيف نفسرها ونفهمها .. هو الذي يشكل من نحن الآن وماذا سنصبح عليه غداً.. فالقناعات هي التي تقرر ما إن كنا سنعيش حياة تتسم بالبهجة أم بالبؤس والدمار.
. إن قناعاتنا هي القوة الدافعة التي تحدد بنا ما الذي يؤدي بنا إلى الألم، وما الذي يؤدي بنا إلى المتعة؟ ونناعاتنا تقودها التعميمات عما تعلمنا أنه قد يؤدي بنا إلى الألم والمتعة، فأنت تعرف أن طريقة فتح الباب هي بإدارة مقبضة حتى ولو كان الباب جديداً عليك ولم تره من قبل فإن قناعاتك بهذا الشأن تعطيك إحساساً باليقين بقدرتك على فتح الباب إننا دون هذا الإحساس باليقين لن نكون قادرين على مغادرة البيت وقيادة السيارة واستخدام الهاتف ومعظم أنشطتنا اليومية فالتعميمات تسهل مسار حياتنا، غير أن التعميم في الأمور الأكثر تعقيداً قد يؤدي إلى قناعات تحد من إمكانياتنا ، فمثلاً قد تنشأ لديك قناعة أنك لا تملك الكفاءة المطلوبة، وذلك لمجرد فشلك في السابق في متابعة بعض مشاريعك، ومعظم قناعاتنا عبارة عن تعميمات حول ماضينا مبنية على تفسيرنا لتجارب مؤلمة أو ممنعة . لكن معظمنا لا يقرر عن وعي ما الذي علينا أن نؤمن به، وكثيراً ما تكون قناعاتنا
مبنية على سوء تفسير لتجاربنا، كما أننا نتعامل مع قناعات وكأنها وقائع ثابتة أو كلام مقدس
كل أفعالنا هي نتيجة لقناعاتنا، فإذا كنت تريد ابتداع تغيرات طويلة الأجل ومستمرة في سلوكك فعليك أن تغير القناعات التي تشدك إلى الخلف.
. للقناعات قوة تؤدي إلى الإبداع أو التدمير، ولكل منا قدرة على ابتداع معاني تمنحنا قوة غير أن معظمنا لا يستخدم هذه القدرة وقد لا يدرك حتى مجرد وجودها .
. لا تقتصر القناعات على التأثير على عواطفنا وأفعالنا، بل يمكنها أن تغير أجسامنا، فهي تؤدي إلى التحكم في الجهاز العصبي مما يؤدي لتغيرات كيماوية حيوية فتبدل أجسامهم فعلاً، بل إن للقناعات قوة قد تتغلب على تأثير العقاقير على الجسم، وفائدة الدواء هي نتيجة مباشرة لقناعة المريض هي التي تحدث أكبر الأثر في حالته الصحية، وعلى العكس فإن لقناعاتنا القدرة على وقوعنا فريسة لحالات المرض أو لتعافينا بسرعة، فهي تؤثر على الجهاز المناعي .
. العقاقير ليست دائماً ضرورية، غير أن القناعة بالشفاء دائماً ضرورية ..
. كثيراً ما تعبر عن قناعاتنا بالقول: الحياة هي .. أنا ... الناس ... وهذه هي القناعات الشاملة حول كل ما هو موجود في حياتنا .
قناعاتنا .. بمجرد أن تتقبلها تصبح بمثابة أوامر لا تناقش الجهارنا العصبي، فإذا كنا نريد توجيه حياتنا فإن علينا أن نتحكم في قناعاتنا بصورة واعية .