الدرس الأهم في الحياة
أهم درس نتلقاه في حياتنا هو ما يخلق لنا الألم والمتعة، وهذا الدرس يختلف بالنسبة لكل منا مما يؤدي بالتالي إلى اختلاف في سلوكنا .
. فبالنسبة لبعض الأثرياء فقد يتعلم أن يحقق لنفسه المتعة بأن يمتلك أكبر وأثمن يخت، وأكثر ما يسبب له أقصى الأسم في الحياة هو أن يشعر بأن هناك شخصاً يتفوق عليه في أي ميدان من الميادين، وهذا
فز أقوى من رغبته في تحقيما بالنسبة لطبيبة مسلمة مثلاً، فإن أمرها على العكس، فهي تتعاطف تعاطفاً عميقاً حين ترى الآخرين يتألمون، لدرجة أنها تقاسي هي نفسها من الألم، وحين تقوم بمساعدة هؤلاء الناس،
المهم يختفي كما يختفي ألمها، وربما كانت المتعة بالنسبة لها تعني الخوض حتى الركبتين في الوحل إلى أن تصل لكوخ لتمديد المساعدة للأطفال لتحقيق حياة أفضل أى بتوفير المتعة لهم - فإنها هي نفسها ستشعر بالمتعة ؛ فهذان الشخصان شكلا مصائرهما على أساس ما يقرنانه بالألم والمتعة واتخذا قراراً واعياً حول ما يعتبرانه مكافأة أو عقوبة لهما .
ما تقرن به الألم، وما تقرن به المتعة يشكل مصيرك
يقول أنتوني روبنز :
لقد بدأت منذ نعومة أظافري أقرن أقصى درجات سعادتي بالعلم،
وكل طبيب تحدثت إليه يقرن أقصى متعة له بمساعدة الناس على وقف الألم والتعافي من المرض وإنقاذ حياة.
بعض المشاهير لجأوا للعقاقير مثلاً للحد مما يعانونه من الألم في محاولة يائسة للهروب وللتوصل للمتعة، لكن هذه المتعة المؤقتة أدت لسقوطهم .
أحد الأسباب التي وقتني من تناول المشروبات الكحولية (الخمور) هو أنه كان هناك بضعة أشخاص في عائلتي يتصرفون بصورة بغيضة لدى تناولهم هذه المشروبات بحيث إنني قرنت بين أقصى درجات الألم وبين تناول هذه المشروبات؛ هذا هو ما أسميه: "الترابط
العصبي " وهو ما وجه قراراتي في مستقبل حياتي .
. فالترابط العصبي السلبي في حياتي مع تلك المشروبات أثر على الكثير من قراراتي في الحياة فقد قرر مثلاً نوعية من أصاحب في مرحلة الدراسة، كما قرر كيف تعلمت أن أجد المتعة بالتعلم والمرح
وممارسة الرياضة .
. إذا ربطنا بين الألم الشديد وبين أي سلوك أو نمط من الشعور العاطفي فإننا سنتجنب الإقدام عليه بكل قوتنا، ويمكننا استخدام هذا التحكم بهدف تغيير أي نمط من أنماط حياتنا . فمثلاً إذا أردت أن تحمي ابناءك من اللجوء للعقاقير، فإن الوقت المناسب لذلك هو الوقت الذي يسبق تجربتهم لها، أو قبل أن يلجأ أحدهم لتعليمهم أن يربطوا ربطاً زائفاً بين العقاقير والمتعة. خذهم في رحلة لن ينسوها طيلة حياتهم يرون خلالها ما يمكن للعقاقير أن تفعله في بني البشر من دمار ذهني وعاطفي وبدني.
في مصحة للإدمان ،مثلاً في جولة لزيارة البعض الذي فقد صحته وعقله، في حالتهم الاجتماعية ثم خذهم مثلاً لينظروا إلى أبطال المصارعة وإلى الرياضيين وإلى الناجحين في حياتهم الاجتماعية والبعيدين عن تعاطي هذه العقاقير
. عن طريق قوة إرادتنا يمكننا أن نزن شيئاً مثل الألم البدني الناجم عن الجوع مقابل الألم البدني الناجم عن التسليم بمثلنا، وبذا نستطيع أن نبتدع معاني أسمى ونسيطر بذلك على أمورنا، أما إذا أخفقنا في توجيه ما نربطه بالألم والبهجة فإننا إنما نعيش حياة لا ترتفع عن مستوى حياة الحيوانات أو الآلات ونتعرض دائماً لردود فعل محيطنا .
سبب إذا لم نلغ المشكلة فإنها ستعود إلى السطح من جديد، ولكي يستمر التغيير في النهاية فإن علينا أن نقرن الألم بسلوكنا السابق والمتعة بسلوكنا الجديد، وأن نؤهّب هذا السلوك بحيث يصبح مستمراً .
لكي يتغير سلوكنا السيئ الإفراط في تناول الأطعمة الحلوة) ليصبح طويل الأمد فإن علينا أن نقرن الألم بتناول تلك الأطعمة بحيث إننا لا نعود للرغبة فيها، بينما نقرن المتعة بالأطعمة تغذينا